في المروانية مات حسين ام قتل ؟؟؟
DATE: 19.05.2021

 مات شاعر لطيف ومرهف من بلدة المروانية،موظف في مؤسسة عامة، قتلته الدولة المالية العميقة. قالوا ان حسين استيقظ عند الصباح مهموما ومحتارا بأمره،حاول ان يكتب قصيدة كي لا يموت قهرا، خانته القصيدة كما خانته دولته بأحزابها الحاكمة الفاشلة،نظر من النافذة المطلة على البحر غربا لعله يرى قاربا يسافر من لبنان الى المهجر، نظر الى الشرق ليلمح طيف ابنه الطالب في اوكرانيا يناديه بأن جامعته تطالبه بالمال . مهموما ومشمئزاً ومنزعجاً لا يعرف من اين يبدأ صباحه. باب من يطرق وعند باب من يقف ليقنع المصرف ان يعطوه بعضا من ماله لينقذ مستقبل ابنه.؟ طرق البارحة كل الابواب حتى باب السماء طرقه بالدعاء والتوسل في قلبه. في صيدا مصرف بلا ابواب بلا ضمير، الداخل اليه لا يخرج الا مذلولا او متوترا او خائبا او جريحا ينزف من روحه. تذكر كيف كان المصرف يرسل له الرسائل النصية ليستفيد من قرض سيارة ومن قرض دراسة ومن قرض بيت ومن قرض عرس وكيف كان المدير يبتسم له عن بُعد امتار ليقنعه بتجميد ماله لمدة طويلة بفائدة مرتفعة وتذكر كلام الحاكم و وزير المال والاعلام والخبراء يشجعون الناس ان تثق بالليرة. قتلته الدولة المالية العميقة. قرر ان لا يطرق اي باب غير باب المصرف، توجه بقلب مجروح لا يحتمل اي جرح اضافي ودخل مسرح الجريمة ليرجوهم اسعافه ببعض من ماله، قدّم البراهين كلها انه لا يكذب ولا يحتال. انه في حاجة مُرّة. ابتسموا له وصدّقوه ولم يسعفوه. اجتمعوا وقرروا ان يعطوه شيكا مصرفيا بثروته وان يقفلوا له حسابه. وماذا ينفعه شيكا ورقيا، لا يصرفه له احد. انتبه ان الصرافين سيسخرون منه. عرف انهم بدل ان يساعدوه من ماله المنهوب قرروا ان يستخدموا القوانين النقدية والمالية ضده . ادرك ان القوانين تشرّعها الدولة لصالح الاقوياء ليحكموا السيطرة على المساكين. انتبه انه وقّع على عشرات الاوراق المكتوبة بخط صغير جدا ليفتحوا له حسابا في المصرف. على ماذا وقّع؟ لا يدري. وماذا يفعل لابنه الطالب في اوكرانيا؟ بغياب الانتفاضة والثورة ،لم يبق له غير ان يموت قهرا ،فمات كما يموت الشعراء، شهداء عند ربهم يرزقون.

صلّى على جثمانه على وقع دمع ابناء البلدة المساكين. نظروا لحسين المسجى للمرة الاخيرة بحسرة وفي البال يلعنون المصرف كما يلعنون الشمر و زياد ابن ابيه. وان قتلك المصرف فأي قضاء او اي حزب يدافع عنك؟ قُتل حسين ولم يمت في جريمة، لا اثر فيها ولا اداة قتل ،انما مسرح الجريمة واضح وباق للجميع... قبل ان يموت كتب: "سارق الحقوق نفسه، قاتل الروح" اما من ناصر ينصرنا في هذه البلاد؟ #غزالة_الشيبانية

Programmed By Alaa Moubayed(03/082841)